مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
مما لا شك فيه أن كلام الله تعالى لا يعلوه بيان ولا يدانيه مثال وهو مصدر الإلهام والغاية في ضروب البيان، فمنه ما أثر في الأذهان واستوعبته ومنه ما عرف ظاهره ولم يدرك باطنه. ونظرا لما للبيان دور في فهم المعاني فقد تنوعت آيات القرآن في عرض مقاصده ومالها من أثر في امتثال أوامره، فقد خصص الباحث عمله في أثر بيان هذه البلاغة الفذة على وجدان المخاطبين وما يتركه من أثر في نفوسهم من حسن البلاغة وجمال التصوير، وأثر ذلك الجمال الفني على ضبط السلوك الإنساني أفرادا وجماعات، هذا البيان المتمثل في التشبيه التمثيلي لما للصورة البيانية من وقع في نفوس البشر كل على قدر فهمه وثقافته، ولا شك أن كلام الله تعالى له سحر أخّاذ لا يمكن تجاهله فكيف اذا اقترن هذا الجمال بحسن التمثيل ورسم الصورة المتخيلة حتى تشخص للعيان أجلى من المشاهد. فكان العمل منصب على دراسة هذا الأثر ووقعه في ضبط السلوك وتوجيه اعوجاجه وتقويم ميوله، ليظهر فيه كمال الفعل وأصل الخلقة، لذلك قورنت هذه الدراسة بالعلوم التطبيقية ذات الصلة التربوية والسلوكية التي أوليت اهتماما وبحثا من قبل مختصيها، فكان واجب على الباحث المسلم أن يبين أن ما يسعون إليه بعيدا عن القرآن هو الهدف الأسمى لكتاب الله في إصلاح المجتمع وضبط أفراده وجعله سويا متوازنا.