الظواهر الأسلوبية في النص الروائي عند إبراهيم الكوني رباعية الخسوف نموذجًا

مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي

عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق

الإصدار التالي: 15 أكتوبر 2025
من مجلة العلوم الإنسانية العربية

الظواهر الأسلوبية في النص الروائي عند إبراهيم الكوني رباعية الخسوف نموذجًا

م. م. بحوس لامعة
الملخص

تتطلب دراسة الأسلوب منهجًا دقيقًا يعنى بدراسة أنظمة الكلام من حيث البناء والصياغة، وهذه الدراسة تتبع ظاهرة ولادة الأسلوب في نشأته من حيث إنتقاء دواله، وعملية صياغتها ودراسة هذين البعدين (الإنتقاء، والصياغة) بطبيعتها تفضي إلى دراسة التراكيب والتقنيات الفنية التي من شأنها التأثير في مجرى الدلالة، وخاصة دلالة التراكيب في النص، فدراسة الأسلوب يتطلب منهجًا يعنى بدراسة دلالات التراكيب، لذلك ارتأينا الاستعانة بالمنهج الأسلوبي للوقوف على الظواهر الأسلوبية والسمات العامة التي يتسم بها أسلوب الكاتب إبراهيم الكوني في نص الرباعية. ويهدف التحليل الأسلوبي إلى دراسة النصوص الأدبية وتحليلها، وذلك بغية الكشف عن المكونات والعناصر والظواهر الأسلوبية والسمات التعبيرية التي تتسم بها هذه النصوص، وهذا الكشف يهدف إلى فهم أعمق لحقيقة النص، ولحقيقة الأسلوب من خلال تقصي السمات العامة والظاهرة التي يشحن بها المنشىء خطابه، والتي يظهر شيوعها وتكرارها، حتى لتصبح في بعض الأحيان بصمة أسلوبية يتسم بها الأسلوب. يبدأ البحث الأسلوبي على صعيد المستوى التركيبي بدراسة إختيارات المبدع، ويعني بذلك الكيفية التي يستخدم أو ينتقي من خلالها المنشىء أداة أو طريقة تعبيرية معينة من بين إمكانات اللغة الهائلة والمختلفة، فالمنشىء يستطيع أن يختار ما يناسبه ويفي بغرضه والأقدر على التعبير والتأثير في المتلقي، إلا أن عملية الإختيار تتسم بطريقة مختلفة وأساليب متنوعة تتحكم فيها الثروة اللغوية للمنشئ، ومدى قدرته على الانتقاء ومعرفته لأساليب الكلام، كما تتحكم فيها سياقات المقام والموقف، فالإختيار المحكوم بسياق المقام هو كما يرى " سعد مصلوح " إنتقاء نفعي مقامي يؤثر فيه المنشىء لفظة على لفظة أخرى أو عبارة على عبارة أخرى ( ). لذلك يدرس المستوى التركيبي خصائص التراكيب، ليس من حيث الدراسة النحوية المجردة، بل دراسة التراكيب من حيث القيمة الفنية والدلالية، فالمتكلم أمام كم هائل من المادة اللغوية، يختار منها ما يشاء، وما يرى أنه مناسب للموقف والمقام، ولكل موقف تقنيات لغوية تناسبه، فيختار المتكلم التقنيات الأكثر دقة وإصابة للمعنى المراد، فأحيانا يلجأ لتقنية الحذف إذا كان الأمر لا يقتضي الذكر، ويلجأ إلى الإيجاز إذا كان الأمر لا يقتضي الإطناب، ويستخدم التقديم إذا كان الأمر يستلزم تقديم دلالة بعينها أراد المتكلم أن يخصصها أو يؤكدها، ودور المحلل الأسلوبي دراسة تلك الإختيارات ومدى توفيق المنشىء فيها. وهل كانت صائبة أم اختيرت إعتباطا، وكيفية تأليفه لها ويتحرى حركة الدوال وينظر على الظواهر اللافتة للانتباه والتي تمثل سمات أسلوبية، فيقوم المحلل بتفحصها وتحليلها، وينظر إلى حركة الأفعال على مساحة النص ونسبه بعضها على بعض كما ينظر إلى إستخدام بعض التقنيات الأخرى كالإستفهام والنداء والمصادر والصفات ومحاولة دراسة كل زهرة وتقصي كل تركيب. ونظرا لأن مقام البحث لا يتسع للوقوف على كل العناصر التي ساهمت في بناء النص، فإننا سنحرص على الوقوف عند أهم الظواهر الأسلوبية والسمات التعبيرية التي يتسم بها أسلوب الكوني في الرباعية، وتبدأ بدراسة نماذج من إختياراته ومدى توفيقه فيها، ونماذج من إنزياحاته اللغوية ومدى مقدرته على التأليف وإصابة الدلالة.

سيتم إضافة المزيد من التفاصيل قريباً

مجلات علمية