مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
أسهم التطور المتسارع في الحوسبة وتكنولوجيا الاتصالات على التقليل من تأثير البعد الجغرافي وتعزيز القدرات البشرية وتواصل الأفراد مع غيرهم باستخدام المصادر الرقمية مثل الحواسيب والهواتف الذكية والتمتع بما تتيحه هذه المصادر من خدمات عبر المدونات والبريد الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي، مما اوجب على الأفراد الالتزام بالضوابط الأخلاقية التي تعكس هويتهم الوطنية وموروثهم الثقافي وبعدهم الاجتماعي بهدف الاستخدام الأمثل والسليم لهذه التكنولوجيا الرقمية. اتت أهمية الدراسة من خلال الدور الذي تلعبه المكتبات الوطنية في تعزيز الهوية والمواطنة الرقمية ،حيث يتضح دورها في الحفاظ على الوثائق التاريخية والمخطوطات والكتب والمراجع التراثية النادرة واتاحتها للمستفيدين ، عن طريق مشاركتها عبر شبكة الإنترنت ، ناقشت الدراسة الامتداد الكارثي التي تتعرض له المكتبات الوطنية بفعل الاخطار البشرية مثل الحروب ، هدفت الدراسة الى توضيح كيفية توظيف دور المكتبات الوطنية على ترسيخ القيم الأخلاقية لمستخدمي الإنترنت والمحافظة على الهوية والمواطنة الرقمية وتوظيف مصادرها في تواصلهم عبر المنصات الاجتماعية. توصلت الدراسة لعدد من النتائج منها ان للمكتبات الوطنية دور كبير في تعزيز الهوية والمواطنة الرقمية من خلال الحفاظ على معلومات التراث والأرشيف والوصول لهذه المعلومات بشكلها الرقمي، وتأصيل العادات والتقاليد القيمة والأخلاق الفاضلة ، وان أول ما يتم استهدافه في الحروب هي مؤسسات المعلومات من مكتبات ومراكز معلومات ومتاحف بهدف محو الهوية الثقافية والتاريخية وتحجيم امتداد الحضارات وتوارثها مما يؤدي الى خسارة فادحة للتراث وللمعرفة البشرية .من توصيات الدراسة ان تتضمن الخطط التشغيلية للمكتبات الوطنية عقد حلقات علمية وثقافية ومحاضرات إثرائية وتراثية لترسيخ المبادئ والصفات الأخلاقية الفاضلة ، والعمل على رقمنة مصادر المعلومات التي مازلت في شكل تقليدي مما يُساعد في تناقلها والوصول إليها وتعزيز الهوية والمواطنة الرقمية ، ووضع مقررات تعليمية تُدرس على مستوى المدارس والمعاهد والجامعات عن قيم المواطنة الرقمية.