مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
إذا كانت لغة الرياضيات مثلا هي المعادلات، فإن لغة الفن التشكيلي هي اللون والخط والتلطيخات. فكلاهما يعيد صياغة الواقع المعطى ضمن بنى وتكوينات إنشائيّة، أي كلاهما يمرّ إلى لغة مجرّدة لغرض إعادة صياغة المعطى المباشر. فبالإضافة إلى القيمة الإستيتيقية التي للفن التشكيلي فهو يحظى كذلك بقيمة ابستيمولوجيّة معرفية على اعتباره حلقة من حلقات سلسلة المعارف. فهو يقول الواقع بطريقة الفرشاة ويترجم رسائلا إلى المتلقّي، ولكنها ممزوجة بروح الفنان الخلاقة ذات الاعتبارات الجمالية البديعة. فكما أنّ الرياضيات تتفرّد بلغة الكم والمعادلات فالفن التشكيلي له هو الآخر لغته المخصوصة التي يستخدمها لصياغة المعارف جماليّا حول العالم والطبيعة والواقع، ولكنها معارف تخاطب في المتلقّي ملكة الذوق والإحساس. والسؤال هنا هو هل يمكن أن يُحظى الفن التشكيلي باعتبارٍ ابستيمولوجي معرفي مضافًا إلى الإعتبار الجمالي؟ أي هل يمكن أن ترتقي لغة الفن التشكيلي إبستيمولوجيّا إلى لغة المعارف العلمية الموضوعيّة وأن تُضاهي أنظمتها الرمزيّة أنظمة هذه المعارف؟