مؤسسة الشرق الأوسط للنشر العلمي
عادةً ما يتم الرد في غضون خمس دقائق
عادة ما يتقابل التعقّل كشبكة مفاهيميّة تتصل بملكة الحساب ratio calculus والإدراك من ناحية، مع الرؤيا الحدسيّة كمعرفة مباشرة وكتدفّق سيّال يفلت عن كل تحديد مفاهيمي ويتصل مباشرة بالروح من ناحية أخرى. وهي ثنائيّة يمكن توطينها في حقل الفن التشكيلي وتحديدا في كيفيّة تلقّيه. فلطالما تحدّث الفيلسوف الفرنسي هنري برغسون عن قصور العقل في فهمه لعمق الحياة النابض دوما، وشبّه العقل بحصاةٍ صغيرة ملقاة على ضفاف البحر فلا يعقل معرفة أغوار المحيط من خلال هذه الحصاة التي تقاذفتها الأمواج إلى ضفّة الشاطئ . كذلك هو الشأن مع العقل والإدراك في علاقتهما بأغوار الروح. لذلك يمكن إحصاء نمطين من تلقّي الأثر الفني ومحاورته وفهمه وإمكانية تأويله وهما الرؤية والرؤيا. والسؤال هو كيف يقع الأثر الفني وتحديدا التشكيلي بين تناسبيّة الرؤية وانسيابيّة الرؤيا؟